السبت، 28 يوليو 2012

أحلام ..... (2)

واقع ...


جالسا علي أحد مقاهي الميدان كنت في ذلك الصباح حينما هلت من بعيد ، شابة في مقتبل العمر تلوح عليها آثار نعمة ظاهرة وجمال قل أن يوجد
جمالها له طعم خاص بها متفردة به وحليها عليها تزيد من حسنها
لعينيها أثر السحر في النفوس كأنها تناديك
اقتربت من وسط الميدان وفجاة أحاط بها رجال عدة  متبايني الاشكال والصفات وكل يحاول استمالتها اليه وهي لا تعطي لأحدهم بالا .
اقتربوا منها اكثر ومال أحدهم ناحيتها وأحاطها بذراعيه وقال لمن حوله هي لي ، هي تحبني أنا واختارتني دونا عنكم!!
عينيها تتقافز في محجريها كعصفور في الاسر...
أحاول أن أذهب اليها لكني أحس بشيئا يكبلني.
أقترب منها آخر وجذبها من صاحبه وقال له بل هي لي لقد ابتسمت لي من قبل فهي اختارتني أنا !!
بدت رعشتها جلية الان وخوفها يتزايد
يتجاذبونها فيما بينهم وهي لا تقوى علي الصراخ والناس في الميدان يسيرون كأن المشهد لا يُرى أمام عيونهم أو كأن المر لا يعنيهم .
يستمر التجاذب وأيديهم تعبث بها ثم بدأ كل واحد يجذب منها ما تطوله يده من حلي ويختفي وسط الزحام.
دُمي وجهها من شدة الجذب واستحال جمالها إلي شيء مثير للشفقة والناس تسير ، لا أحد يميل عليها أو يهتم بالدفع عنها .
إلى أن رحل آخر الرجال ومعه آخر قطعة من حليها وملابسها الملونة وتركها مرمية في وسط الميدان لا يستر جسدها إلا بقية من أثمال كانت ثيابا زاهية منذ قليل .
استحال الجمال قبحا ، والناس في الميدان لحظوها .البعض لعنها ومضى في طريقه والبعض استمر في سيره الآلي وكأنه لم يرها والأمر ما زال لا يعنيه !!
استحالت نظرة عينيها المليئة بالتحدي إلي نظرة خانعة كسيرة وهي تحاول أن تلملم نفسها بعد أن سلبها الاوغاد كل ما تملك .
ترتكز إلي الارض فتقع،  ترتكز فتقع
من دمائها الملوثة للرصيف قام عدد من الفتية ....
تبدو ملامح العزم علي وجوههم ، سمرتهم خفيفة كلون سنابل القمح في الارض ، وجوههم قدت من صخر ولكن أي صخر يحتوى علي ذلك الحنو التي تحتويه نظرة عيونهم المشفقة ؟
مالوا عليها وساندوها لتقوم
قال أحدهم لها  : " أنا منكِ ، و لكِ "
لمعت بسمتها علي شفتيها واستعادت العينين البريق ..
قامت قيامة ناقة صالح من الجبل .
نظرت حيث ذهب الجميع ثم حولت نظرها إلي الشاب، في بسمتها أمل يجعلك تشق الصخر وتفعل المستحيل .
مالوا إلي طريق الشمس وساروا فيه صعدا .
واصطبغت الأسمال بضوء الشمس فاستحالت زاهية كما كانت.

الاثنين، 16 يوليو 2012

أحلام .... (1)


ما بين اليقظة والنوم كنت
في شبه سنة خفيفة ، الظلام يحيط بي و نور خافت ينبثق من تحت أسفل الباب فيلقي بظلاله علي الأشياء
يبدو السقف لعيني تارة وتارة يغيب مع اغماضة جفني
ثم جاءت هي ...
أول ما رأيت منها ثوب فضفاض منير اللون ..
ليس له لون محدد لكن ضيائه يغلب على لونه ..
كأنها مضيئة بذاتها!!
واضحة التكوين... خفية الملامح...
باسمة الثغر، تلوح ابتسامتها علي شفتيها
يلوح لي وجهها في بهاء تام وإن كنت لا أستبين ملامحه
ملامح كانها مطبوعة وإن كانت خفية
تبين كينونتها وإن أخفت شخصها
مالت علي فطار كل شيء من جفني
لم يبق سوى الفراغ وهي
أشارت إلي بيدها ثم استدارت
غاب عني ضياء وجهها وإن بقي ضياء الثوب
وصوت يتردد بداخلي.. منها أم من باطني ؟
صوت هاديء هو .. يتكلم بما اتمني

"أنتظرك"
ثم اختفت!!!