الجمعة، 3 أغسطس 2012

فيسبوكيات (2) !!!


هناك دائما في معظم المجلات بابا مخصصا لصور غير معنونة ومن ثم يطلب منك تعليقا عليها . وكل واحد يعبر تعليقا مختلفا عن الآخر يدل علي طريقة تفكيره ورؤيته لتلك الصورة .
وإذا ما طلبنا من كل فرد اختيار صورة واحدة من وسط عدة صور سنجد كل واحد يختار صورة مختلفة عن الآخر تماما ، قلما يختار فردان نفس الصورة !!!
فإذا نظرنا في عوامل ذلك الاختيار سنجدها عديدة ما بين حالة نفسية معينة في وقت معين وما بين توجه عام في ذوقه الخاص بالصور أو في طريقة تفكيره التي تجعله يفسر بعض الصور تفسيرا خاصا .
والصورة كما يقال : تختصر الآف الكلمات ...

وفي  الفيسبوك تستعمل الصورة غالبا لإيصال رسالة معينة تختلف باختلاف صاحب البروفايل واختلاف بيئته الثقافية أيضا ، ولكن عموما هناك خيط شبه خفي يربط بين أغلب الصور الموجودة علي الفيس تكاد تسميه خيط الاختيار الفيسبوكي وهو خيط دائما ما يكون مرتبطا باسم البروفايل نفسه !!!
فمثلا الفيسبوكي الرومانسي دائما ما يربط بين الرومانسية والحب والجراح والعذاب و شعور عام بالاضطهاد من المجتمع وأنه ( محدش فاهمه ) ودائما ما يختار صورة له كئيبة أو قلب مصاب بسهم في منتصفه أو صورة لفتى ( ودائما ما يكون وسيم ولا يمت له بصلة ) وهو حزين صورة يغلب عليها طابع الكآبة الموحشة إذا ما جاز التعبير .

أما الفيسبوكي المتدين فهو غالبا ما يختار صورة دينية ، ما لم يكن منتميا لجماعة أو طائفة دينية  معينة ؛ ففي هذه الحالة يكون البروفايل أشبه بلوحة دعاية لتلك الجماعة مثلا صورة شهيرة مكتوب عليها ( إخواني وأفتخر ) " أظن أن قانون المدونات يمنعهم من مقاضاتي هنا :D "

وهناك نوع أخر وهو الفيسبوكي الصياد الذي يبحث عن رزقه في أي بروفايل أنثوي شارد ويستغل أي حدث جاري في ذلك الأمر ( سبوبة بالمعنى الشائع ) ، فيحول بروفايله  للوحة دعاية هو الآخر وهو إيحاء خادع بالاهتمام الذي غالبا ما يكون مفاجئا أو إيحاء آخر بأنه من شباب الثورة ( وهذا المصطلح أصبح يثير الأعصاب فتجد الأغلب يتحدث عن شباب الثورة الذي هو منهم !!! فهؤلاء الشباب فأين الثورة ؟!! ) دائما ما يعرف هذا النوع من خلال التغيير السريع في صور البروفايل فتجد في أسبوع واحد أنه تحول من شباب الثورة إلي إخوانجي داعم لاعطاء فرصة للإخوان إلي مؤيد بشده لحمدين ثم كاره للبرادعي وأخيرا بأنه عضو ناشط في حملة دعم تامر حسني للرئاسة !!!

ولسكان المواقع الاخري نقول أنه أحيانا يتحول الفيس بوك إلي اليابان أو إحدى دول جنوب شرق آسيا فتجد صورة بروفايلات موحدة قلما تفرق بين شخص والاخر من صورة بروفايلهم ولهؤلاء نقول لهم أنه شيء طبيعي فأحيانا يكون هناك موقف موحد يتبناه البعض عن اقتناع والبعض الاخر يتبناه حتى لا يكون مختلفا عن البقية ( ثقافة القطيع ) .

هكذا نكون قد مررنا باسم وصورة البروفايل فننتقل إلي المفترض أنه  معلومات صاحب البروفايل .
كمعلومة عامة لا تأخذ المعلومات الموجودة -والمفترض أنها خاصة بصاحب الملف -علي أنها معلومات حقيقية (أفترض بان الموساد يريد أن يعرف عنه أي معلومة هل ياخذها بسهولة هكذا ؟ لذا فهو يموه فيها )
فالعمر أحيانا يكون مختلفا زيادة أو نقصا لا يهم ، طفل يريد أن يعيش مرحلة متقدمة أو ليُسمح له بعمل حساب ليلعب المزرعة السعيدة هذا شيء عادي جدا ، المزرعة السعيدة ذلك العذاب المستمر لكل من لا يلعبها :(
النوع أحيانا يكون مقلبا !!! نعم مقلب  ، قلت لك لا تصدق كل ما يقال :D
تختلف باقي المعلومات بالطبع طبقا لنوع الفيسبوكي والأغلب يكون الرومانسي قد درس في ( مدرسة الحب والغرام ) ولا أعلم ماذا تكافيء في نظام تعليمنا الذي لا يهتم للمشاعر بقدر اهتمام تلك المدرسة المباركة .
وأحيانا يعمل في ( مالكش دعوة ) وهذا تهديد صريح بعدم التدخل في شئونه ويفضل أن تترك البروفايل بسرعة وإلا فأنه لو أمسكك وأنت تتصفحه فسيكون يومك مثل قطع الليل المظلم .
بالطبع يكون هناك اقتباسات ولكن الاقتباس الذي نال الشهرة الساحقة الماحقة الصاعقة هو اقتباس الفيلسوف والشاعر والحكيم " مصطفى شعبان " الذي يقول فيه ( محدش بينجرح قوي إلا أما يحب قوي ) هذا هو الاقتباس صاحب الشعبية الكبرى في كوكب الفيس بوك حتى الأطفال من سن 12 سنة يضعونه لا أعلم كيف جربوه واختبروه ليعرفوا صدقه!!!

هناك طبعا نوع آخر من سكان الكوكب وهو الفيسبوكي الغامض وهذا يريح نفسه من المتطفلين من أمثالنا ويغلق كل معلوماته فلا يراها أحد من هؤلاء المتطفلين اللذين من المفترض أن يروا صفحة معلوماته ليعرفوه لأنه على موقع اجتماعي !!! والغريب أنه أحيانا يضع صورتهالشخصية ويخفي كافة المعلومات الاخرى ؟!!

هكذا نكون قد تعرفنا علي المظهر الخارجي للفيسبوكي وبقي أن نتحدث عن السلوك الإجتماعي والأخلاقي له ولكن الوقت تأخر وأظن أن ذلك موعد قطع الكهرباء اليومي لذا فإلي لقاء آخر :)