الخميس، 1 نوفمبر 2012

ها هنا كان


يوما عاديا من تلك الأيام التي لا تعرف هل هي حارة أم باردة جو متميع تارة تجد الشمس صادحة تثير حنقك وتارة تجد البرد وتشتهي شعاع الشمس.
يوم لا يهم كعادة أيام الدراسة تستعجل الإنتهاء لتذهب إلي البيت حيث الراحة.
تبحث عن رفيقا لطريقك
هو هو بضحكته الدائمة ببحة صوته بيده التي بها آخر محاضرة نزلت في المكتبة ليذاكرها تراه فلا تقابل منه إلا الابتسامة على الرغم مما قد يكون فيه .
تمشيان سويا كتفا إلي كتفا
يحادثك عن انتقالهم إلي بيت جديد يعاني فيه بعد أنأعتاد العيش في بيتهم القديم وجيرانه الأحباء
أحدثه بخبث عما إذا كان لا يجد من يسلي انتقاله إلي هذا البيت أليس في الشارع من جميلات ؟
يضحك كما هو دائما  عندما يحرج يقول لقد تركنا البيت إلي شارع أضيق وندرة في الجميلات
يخبرك عن آخر فيلم شاهده عن موقف لزميل لك أزعجه تحاول أن تجد تبريرا لذلك الزميل حتى لا تكون قطيعة ما .
يخبرك عن الفتاة التي يحب ، يقول " ان شاء الله أخلص وأتقدم لها " ، يخبرك عندما نظر إليها اليوم فوجدها تنظر إليه تلك النظرة الاختلاسية الصغيرة التي تبقي الأمل مشتعلا
أمازحه " لقد كانت تنظر لي أنا وليس إليك " يضحك ويقول  " ماشي يا مهند يا بتاع الصومال " أضحك
 كان ثاني شخص أتعرف إليه في الكلية وواحدا من أقربهم إلي على الرغم من تقلب الأصدقاء مازلت أذكر ذلك اليوم كان بجواري في المعمل ومطلوب منا أن نصنع شريحة من النشا لنراها تحت الميكروسكوب أخبره " انا لا أرى شيئا !!! " يخبرني " أقلك أعمل نفسك شايف " نضحك سويا فتنهرنا الدكتورة
نكمل الطريق يخبرك عن مشكلة صوته الدائمة التي ذهب بسببها إلي أكثر من طبيب ولا جدوى
نصل إلى (  الموقف ) فأودعه مع وعد باللقاء يوم الأحد يخبرني " عايزك تشوفلي فيلم كويس ومتجبليش افلام معقدة " أضحك واقول له " انت ايه فهمك بالفن " أسلم عليه وأغادره لاركب السيارة المتجهة إلي بلدتنا وهو يركب سيارة بلدتهم .
أركب في الموضع الشبه دائم لي ما لم يكن معي أحدهم وراء السائق بجوار الشباك وأمد قدمي وأخرج سسماعة الموبايل وامسكها بيدي ولا أضعها في أذني
أحس بوجيب في صدري
ماذا لو كان هذا آخر يوم لى ؟!!!
 ما الذي أتى بهذا السؤال الآن ؟
لا أعلم
أضحك واقول أشم رائحة الموت أحس بنهاية 
 لكني أكذب نفسي وأقول لقد كشف عني الحجاب الآن ولكن عقلي لا يهدأ
أضع السماعة بأذني وأفكر ماذا لو مت الآن ؟!!!
(شحنت) السيارة العدد كاملا فيما يقرب من ربع ساعة ، لابد أنه وصل إلى بلدتهم القريبة منا عكس بلدتي
أمر على بوابات المدينة وبعدها بقليل أجد تجمهرا من الناس ناحية ( الترعة ) يبدو بانه حادث ولكن السائق لا يأبه ويكمل طريقه
أصل إلى منزلنا ، أتناول غدائي فيما أشاهد مباراة أمس التي نمت أثناء مشاهدتها ثم أنام قليلا ، أصحو على صوت التليفون
أرد وأنا نصف نائم
صديقي يقول لي " أحمد تعالى دلوقتي "
أضحك وأستفزه"  فاضيلك دلوقتي بقي شغال عندك " يقول لي  " أحمد شعبان مات!!!! "
طار النوم كله دفعة واحدة " ماذا تقول أجننت لقد كان معي ،لقد غادرته آخر واحد فيكم وركب سيارته " يقول لي " عمل حادثة " أصمت وينقطع الخط
كيف لقد كنا مع بعضنا لآخر لحظة ؟!!
هل أخطأني الموت وأخذه؟!!!
لقد كنت انا من شعر بالنهاية لا هو ؟
كيف استقبل الموت هل استقبله كما يستقبلنا دائما ضاحكا مبتسما ؟
فيم كان يفكر هل كان يفكر في منزلهم الجديد أم في نظرات حبيبته أم في محاضرة اليوم؟!!!
لا أستطيع كتمان دموعي ولأ أستطيع الحديث ولا أستطيع حتى الذهاب إليهم
أمسك حاسوبي وأكتب ، لا أدري ما أكتب لكنه يخرج مني كيف شاء وكيفما وقع الترتيب لا أستطيع نسيان ضحكته ولا مزاحه كلما قابلني لا أستطيع نسيان حديثه عن حبيبته وعن أحلامه عن امله بالعمل معيدا بالكلية .
عن مزاحه معي حينما كنت امر عليه صباحا فأجده واقفا بانتظار سيارة فيما أنا راكب ، أقول له " متزعلش هبقي احجزلك معايا ومتقفش كده "
لا أستطيع رؤية شيء وعيناي مغيمة
ولا أستطيع نسيان وجهه
رحمك الله يا أعز صديق 



هناك تعليقان (2):

  1. هو لم يمت .... يل نحن هنا الموتى !

    ردحذف
  2. مش عارف اكتب اية اقولك البقاء للة فى صديقك او اقولك ان دى احسن ومضة من ومضاتك الصراحة يانفادى انا دمعت ام قريتها لانك وصلتلى كل مشاعرك اتجاة صديقك.

    ردحذف